صلاح الدين الأيوبي بطل الإسلام ومحرر القدس


صلاح الدين الأيوبي: بطل الإسلام ومحرر القدس

النشأة والبدايات

وُلِد صلاح الدين الأيوبي، واسمه الكامل الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، عام 1137م في مدينة تكريت (العراق حاليًا). نشأ في أسرة كردية نبيلة، وكان والده نجم الدين أيوب وأخوه شيركوه من القادة العسكريين المخلصين للسلطان نور الدين زنكي. منذ صغره، تلقى تعليمًا عسكريًا ودينيًا، وتدرّب على الفروسية والقيادة.

الطريق إلى الحكم

بدأت مسيرته الحقيقية عندما أرسله نور الدين زنكي إلى مصر مع عمه شيركوه للمساعدة في التصدي للصليبيين والفاطميين. وبعد وفاة شيركوه، أصبح صلاح الدين وزيرًا للخليفة الفاطمي في مصر، لكنه أنهى الحكم الفاطمي وأعاد مصر إلى المذهب السني تحت سلطة نور الدين. بعد وفاة نور الدين، أصبح صلاح الدين الحاكم الفعلي لمصر والشام، وأسس الدولة الأيوبية.

مواجهة الصليبيين

بعد توحيد مصر وسوريا والحجاز واليمن، وجّه صلاح الدين جهوده نحو العدو الأكبر: الصليبيين الذين احتلوا القدس وأجزاء كبيرة من الشام.

في 1187م، قاد صلاح الدين جيشه في معركة حطين الشهيرة، حيث تمكن من تحقيق انتصار ساحق على الصليبيين بقيادة غي دي لوزينيان، وتم أسر العديد من الفرسان الصليبيين، بما في ذلك ملك القدس نفسه.

بعد هذا الانتصار، توجه صلاح الدين إلى القدس، واستطاع تحريرها في 2 أكتوبر 1187م بعد حصار قصير. أظهر حينها رحمة عظيمة تجاه سكان المدينة، مخالفًا الوحشية التي أظهرها الصليبيون عندما احتلوها عام 1099م.

حملة الفرنجة الثالثة

لم يستسلم الصليبيون لهزيمتهم، فأرسل ملوك أوروبا، وعلى رأسهم ريتشارد قلب الأسد، حملة صليبية لاستعادة القدس. دارت بين صلاح الدين وريتشارد العديد من المعارك القوية، أشهرها معركة أرسوف. رغم شجاعة ريتشارد، لم يتمكن الصليبيون من استعادة القدس، وانتهت الحملة بعقد صلح الرملة عام 1192م، الذي سمح للمسيحيين بزيارة الأماكن المقدسة بحرية، بينما بقيت القدس تحت حكم المسلمين.

وفاة القائد العظيم

بعد سنوات من الجهاد والتضحيات، توفي صلاح الدين في 4 مارس 1193م في دمشق عن عمر يناهز 56 عامًا. ورغم أنه كان سلطانًا عظيمًا، إلا أنه مات فقيرًا، إذ أنفق ثروته في سبيل الله والجهاد.

إرث صلاح الدين

يُعتبر صلاح الدين الأيوبي من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي، فقد جمع بين القوة والرحمة والعدل. بفضل شجاعته وذكائه، استطاع توحيد العالم الإسلامي واستعادة القدس، وترك مثالًا يُحتذى به في التسامح والشجاعة. حتى يومنا هذا، يُذكر اسمه باحترام وإجلال في الشرق والغرب

تعليقات